يقول ابن القيم
-الاغاثة 1/271-
الكهنة رسل الشيطان ..لان المشركين يهرعون اليهم
و يرضون بحكمهم ..كما يفعل اتباع الرسل بالرسل
وهم يعتقدون انهم أنهم يعلمون الغيب و يخبرون عن
المغيبات التي لا يعرفها غيرهم فالكهنة رسل الشيطان حقيقة
أرسلهم الى حزبه من المشركين و شبههم بالرسل الصادقين
حتى استجاب لهم حزبه ...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( من أتى كاهنا ..فصدقه بما يقول ..فقد كفر بما انزل على محمد )فان الناس قسمان
اتباع الكهنة و اتباع الرسل
فلا يجتمع في العبد أن يكون من هؤلاء و هؤلاء
بل يبعد عن الرسول صلى الله عليه و سلم
بقدر قربه من الكاهن ..و يكذب الرسول صلى الله عليه وسلم
بقدر تصديقه للكاهن
أقول
و من يدرس تواريخ الامم يعلم أن
الكهان و السحرة كانوا يقومون مقام الرسل
و لكنهم رسل الشيطان
فالسحرة و الكهنة كانت لهم الكلمة المسموعة في أقوالهم
يحلون ويحرمون و يأخذون المال و يامرون بانواع من العبادة
و الطقوس ترضي الشياطين ..و يامرون بقطيعة الارحام
و انتهاك الاعراض ..و قد بين شيئا من ذلك في كتاب ¤ابليس¤ للعقاد
اما
واجب الامة نحو هؤلاء ما يدعيه المنجمون و العرافون و السحرة
ضلال كبير و منكر لا يستهان به ..و على الذين اعطاهم الله دينه
و علمهم كتابه و سنة نبيه ان ينكروا هذا الضلال بالقول
و يوضحوا هذا الباطل بالحجة و البرهان
و على الذين في يدهم السلطة أن ياخذوا على يد هؤلاء
الذين يدعون الغيب من العرافين و الكهنة و ضاربي
الرمل و الحصى و الناظرين في اليد و الفنجان
و قد ذم الله بني اسرائيل لتركهم التناهي عن المنكر
(
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )و في السنن
عن النبي صلى الله عليه و سلم برواية الصديق
رضي الله عنه انه قال
(
ان الناس اذا راوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم اله بعقاب منه )