هل
خطر على بالكم هذا السؤال وأنتم تصادفون امراة او رجل جذاب له حضور ومحبوب
وله كاريزما تستقطب الناس حوله وتطلب وده وصداقته وتجتمع حوله بأستمر... هل تساءلتم في يوم ما ان هذا الشخص هل هو يحمل قلبا طيبا وضميرا نقيا؟
وقبل
الأجابة على هذا السؤال لابد أولا من توضيح طبيعة الجاذبية التي يتمتع بها
بعض الناس.. الجاذبية والحضور والكيمياء التي يتمتع بها بعض الناس هي ميزة
فطرية تخلق مع الانسان وتظل معه مدى الحياة، وهي ليست مكتسبة أبداً، وليس
لها علاقة بالذكاء الاجتماعي، والتخطيط لكسب الناس، وهي ايضا غير مرتبطة
بمزايا الانسان المالية والاجتماعية ومناصبه والفكرية وجماله.
بينما
طيب القلب ونقاء الضمير صفة وسلوك ارادي تأتي نتيجة الرقي الخلقي للانسان
واشتغاله على نفسه والترقي بها الى مدارج التكامل الاخلاقي والروحي
والانساني، فالانسان الطيب لايخلق طيباً ابدا، ويوجد فرق بين الشخص الساذج
وبين الطيب القلب، فالساذج لديه قصور في الوعي والارادة، بينما الطيب
اختار بوعيه وارادته ان يصبح طيبا.
وعليه فأن الشخص الذي خلق
محبوباً من قبل الناس، ليس بالضرورة ان يكون طيبا، فربما يكون جذابا
ومحبوبا وهو سيء الاخلاق وشريرا، ويجب علينا في علاقاتنا الاجتماعية ان
نفرق بين الجاذبية الفطرية وبين طيب القلب كسلوك اخلاقي نبيل.