بسم الله الرحمن الرحيم
ذات
صيف قائظ، اضطرني الإلحاح إلى السفر، فصادف أن قابلت شيخا من نوادر
العلماء.. كان مشرفا على دورة علمية صيفية في مادة السيرة النبوية.. وكان
العنوان "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"
لعمري ما عاضني لسع مذ كلفت بالترحال.. حتى لقيت ما لقيت من هذا الشيخ النحرير
يخيل إلي أني جالس بين يدي مالك بن أنس.
علم وخلق وتقوى..
وقد شدني سرعة بديهته في النظم.. إذ كان ينظم بعض القواعد في بيت أو بيتين ليكتبها الطلبة ضمانا لحفظها، وهو على كرسي الدرس..
فلما فرغت الدورة جلسنا إليه مجلس الوداع
فطلبت إليه أن ينظم لي غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدة سهلة الحفظ
حتى إذا رجعت أفدت بها أصحابي
فما أتممت كلامي حتى أنشأ الشيخ يقول:
يا سائلا عن غزوات أحمدا ** فَهِيَ سبعٌ معَ عشرين بدا
ترتيبها كما يلي الأبــــــواءُ ** بُواطَ معْ عُشَــــيْرة وِلَاء
فبدرٌ الأولى فبدرُ العظــــمى ** قَرْقَرَةُ الكُدْرِ سَوِيقٌ جزما
فغطفانُ بُحَرَانٌ فقينقــــــاعْ ** أُحُدُ حَمْرَا فذاتٌ للرِّقَـــاع
بدرُ الصغرى فدُومَةٌ للجندل ** فخندق قريظة فَحَصِّلِ
فَبْنُو لَحْيَانَ غَزَاةَ ذي قَــــرَدْ ** وبعدها مصطلق كذا ورد
ثم حديبيةٌ قل فخيبــــــــــــرُ ** فتح مكة حنينُ الْأَشْهَرُ
فطائفٌ فغزوةٌ للعســــــــرةِ ** أعني تبوكَ فَصْلُها في التوبة
قد قاتل النبِيْ في تسعٍ صدّقِ ** في بدر ثم أحد والخندق
قريظة مصطلق فخيبـــــــر ** فتح حنين طائف تَذَكَّرِ
ما قد أتى نصا عن ابن حزم ** لدى الجوامع فَدِنْ بالفهم
وبعضهم أضاف بعد خيبر ** وادي القرى فمُوتَةً فَلْتَذْكُرِ
وتصبح العِدّة بالاضافهْ ** تسعا وعشرين فَعِ خِلَافَهْ
وبعضهم ذكر بعد الجندل ** مصطلقا وخندقا فَلْتَصِلِ
وبعضهم رتب قينقاعا ** قُلْ بَيْن كُدْرٍ وسويقِ شَاعَا
وبعضهم قد وضع النظير في ** أعقاب صُغْرى بدرنا فَلْتَعْرِفِ
بُحْرانُ بالضم غَزَاةُ الكدر ** لبعضهم وليس غيراً فَادْرِ
وأغْرَبَ الحَاكِمُ حين وَحَّدَا ** بني النظير قينقاعا فَارْدُدَا
نظم ذا برجز تهلهلا ** المصطفى الْبَحْيَاوِي حين سئلا
في مجلس في نَفَسِ مرتجِلا ** بمنّة من ربه الذي علا
ولْيَكُنِ الختم بما به التمام ** حمدا مع الصلاة دوما والسلام
على النبي المرتضى المجاهد ** محمد وءاله والوالد
فوالله ما نقحها ولا عاد الى بيت يرتبه ولا تلعثم ولا ردد
فنقلتها منه كما قالها
وأسميتها "شذا الفصول في نظم غزوات الرسول" وأخت منه إذنا لذلك
وأجازني بها
وأنا أضعها هنا للفائدة ابتغاء الاجر
والسلام
الثلاثاء فبراير 17, 2015 1:19 pm من طرف abomalak
